شكلت الندوة الصحافية، التي أقيمت أول الأربعاء بفضاء دوليز بسلا، تكريما للفنان المصري حسين فهمي، من اللحظات المضيئة في تاريخ الدورة الخامسة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة، وذلك من خلال قيمة الندوة، والحضور الذي تابعها من معجبين وممثلي وسائل إعلام وطنية وعربية، والقضايا التي أثيرت في اللقاء.
وتحدث فهمي في الندوة، التي أدارها الإعلامي محمد الجوهري، عن عدد من المحطات الفنية والتاريخية التي طبعت مسيرته الفنية الموصومة بالتميز، والخصوبة لما قدمه الفنان المصري للسينما المصرية والعربية بالخصوص، من أعمال ما تزال راسخة في ذاكرة الجمهور إلى الآن.
وقال الناقد المصري مصطفى ياسين، الذي واكب مسيرة الفنان حسين فهمي، منذ البدايات أن فهمي جزء مهم من تاريخ ووجدان مصر والعالم العربي، قدم أدوارا طلائعية لا زالت في قلوبنا حتى الآن، لما تحمله من قيمة ومبادئ، ولما تعالجه من مواضيع اجتماعيته وسياسية وإنسانية وحياتية ووطنية.
واعتبر فهمي الفنان العربي الذي لا يركب أي موجة مهما كانت، بل هو صاحب وجهة نظر ومبدأ والتزام.
من جهته أكد فهمي في كلمة بالمناسبة، أن وجوده في مهرجان سلا يوضح بجلاء القيمة الاعتبارية التي يوليها للمرأة العربية بشكل عام، ولحقوقها، مذكرا بالدور الذي لعبته والدته في المجتمع المصري، حيث قال أنها كانت سيدة من سيدات المجتمع المصري، من خلال تأسيسها لعدد من الجمعيات منها "الهلال الأحمر المصري"، و"تحسين الصحة"، وغيرها من المؤسسات الاجتماعية الأخرى.
كما كشف عن أن والدته كانت تهتم بالمرأة المصرية وبمشاكلها حتى تعطى لها مكانتها وحقوقها في المجتمع، مذكرا في نفس الآن بالعديد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية والمسرحية التي تكرم المرأة في الصميم ومنها" المرأة المتمردة"، و " خدعتني المرأة" وغيرها من الأعمال التي ما تزال محفورة في الذاكرة السينمائي المصرية والعربية.
كما أشار فهمي الذي ينتمي لأسرة سياسية عريقة، إلى أن والده كان من الثوار رافضا إدخال أبنائه إلى المدارس الأجنبية، مفضلا المدارس المصرية.
وفي جوابه على كثير من أسئلة الصحافيين، أكد فهمي انه أن الأوان للحديث عن الثورة، موضحا أن شباب مصر قاد ثورة ناجحة، وان النضال في بلاده ما يزال مستمرا، في غياب دستور جديد وبرلمان ورئيس دولة وغيرها من الأمور الأخرى.
وشدد على أن ثورة 25 يناير لم تكن ثورة ضد حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك بل كانت ضد 60 سنة من الحكم العسكري في بلاده، موضحا أن الشعب المصري الذي يدخل الآن مرحلة وتاريخا جديدين، كان مقهورا من النظام العسكري.
وحول الفن قال" أن الفن التزام، وميثاق شرف"، وانه ضد الرقابة وكان في كل أعماله التي قدمها ويقدمها، ملتزما صادقا مع نفسه ومع الجمهور، داعيا على عدم دعم الأعمال "الهابطة".
ولفت إلى انه دائم الحضور في الساحة الفنية والعطاء، موضحا انه كان دائما ضد وزير الثقافة المصري الأسبق الذي وصفه ب" الفتى المدلل للنظام" والذي أساء للثقافة المصرية.
وابرز بالمناسبة انه يعد أول فنان مصري ينزل عن أجره بعد الثورة المصرية، مضيفا أن الفنان عليه أن يكون لديه اهتماما سياسيا وموقفا، واعيا بالمسؤولية، وان يكون مثقفا لأن الثقافة مثل شمعة من الضروري المحافظة عليها كي تضيء.
كما تأسف لعدم دعم الفنان في العالم العربي للأعمال الاجتماعية والإنسانية، بشكل كبير، مشيرا إلى الظروف والأسباب، التي جعلته يستقيل، حين كان سفيرا للأمم المتحدة وقال في هذا الصدد" لسنا في حاجة إلى الأمم المتحدة حتى نقوم بأعمال إنسانية".
وأشاد بالمناسبة بالتجربة السينمائية المغربية، موضحا أن اللهجة المغربية هي العائق الكبير أمام غياب أفلام مغربية في مصر، وعدم التمثيل بالدارجة، حيث ذكر بالمناسبة احد اللقاءات السابقة بمعهد العالم العربي بباريس، التي ناقشت موضوع السينما في شمال أفريقيا والمشاكل التي تعوقها ومنها اللهجة.
كما دعا إلى تغيير شكل السينما المصرية، معبرا عن سعادته لوجود الأخوان المسلمين والإسلاميين عموما في الساحة السياسية المصرية، معربا عن تخوفه من الأضرار التي قد تلحق بالفن عموما في المستقبل.
كما تم عقب ندوة حسين فهمي الذي حضر رفقة زوجته لقاء سويدان، تنظيم لقاء مفتوح مع المناضلة التركية هليم كونيير، المدافعة عن حقوق المرأة ومؤسسة مهرجان فيلم المرأة بأنقرة، والتي تحدثت عن تجربتها الحقوقية والفنية في تركيا والعالم والضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط.
تعليقات:
